German
English
Turkish
French
Italian
Spanish
Russian
Indonesian
Urdu
Arabic
Persian

:سؤال293

ألا ينبغي أن يكون الكتاب الذي نؤمن به آتيًا من الله شخصيًّا بدل أن يكون من إنتاج الفكر البشريّ، وبالتالي عرضة للتحريف؟


الجواب:

إنّ السؤال يُسقِط أسلوب التفكير المسلم على الإيمان المسيحيّ. فمن ناحية الإسلام، يستند المسلمون إلى القرآن، ويصلون إلى المفهوم الذي عبّر القرآن عنه، وهو أنّ المسيحيّين (كما اليهود والصابئة) هم أهل الكتاب. فكما أنّ الإسلام يستند إلى الكتاب الذي أوحى الله به، أي القرآن، كذلك يستند الإيمان المسيحيّ الصحيح إلى كتابٍ أوحى الله به، وهو الإنجيل.

بيد أنّ هذه النظرة لا تتوافق أبدًا مع مفهوم المسيحيّين لذواتهم. فبحسب المفهوم المسيحيّ، الكتاب المقدّس ليس وحيًا مباشرًا وحرفيًّا من الله كما يرى المسلمون في القرآن. الكتاب المقدّس مكتبة تضمّ كتبًا كتبها بشر ونشروها بإلهامٍ من الله، أي بمعونة الروح القدس. فهناك فارق بين الوحي بالمفهوم الإسلاميّ والإلهام بالمفهوم المسيحيّ واليهوديّ. وهذا ما يعبّر الإيمان المسيحيّ عنه حين يقول إنّ الكتاب المقدّس مُلهَمٌ من الله. فالإيمان المسيحيّ كما اليهوديّ لا يعتبر الكتاب المقدَّس «نصًّا من الله حرفيًّا» ولا عملاً «من إنتاجٍ بشريٍّ صرف». الإيمان المسيحيّ يلحّ على أنّ الكتاب المقدّس ولِدَ بإلهامٍ من الروح القدس. بذلك يستطيع المسيحيّون أن يقولوا «إنّ الله يخاطب قلب الإنسان من خلال كلام الكتاب المقدَّس».

بالاعتماد على نظرة الإيمان المسيحيّ هذه، لا يضطرب المسيحيّون ولا علماؤهم حين يعلنون أنّ غالبيّة أسفار الكتاب المقدّس دوّنها كتّاب مختلفون، وأنّ النصّ خضع لمراحل في تدوينه حتّى وصل إلينا بشكله النهائيّ. فالمسيحيّون يؤمنون بأنّ روح الله لايزال يعمل في الّذين يقرأون كلام الكتاب المقدّس أو يسمعوه وهم مؤمنون، وأنّ كلام الكتاب المقدّس سيقود دومًا إلى عمقٍ أشدّ في فهم الحقيقة بمعونة الروح القدس، كما وعد يسوع بذلك. فبوساطة الكتاب المقدّس يساعد الروح القدس المسيحيّين على فهم البشرى في حياتهم، وعلى تطبيقها عمليًّا.

 

Contact us

J. Prof. Dr. T. Specker,
Prof. Dr. Christian W. Troll,

Kolleg Sankt Georgen
Offenbacher Landstr. 224
D-60599 Frankfurt
Mail: fragen[ät]antwortenanmuslime.com

More about the Authors?