:سؤال294
هل صحيح أنّ الكتاب المقدّس يحدّد عمر الأرض بـ 6000 سنة؟ لم أنل حتّى الآن جوابًا واضحًا عن هذا السؤال.
الجواب:
يستند الرقم 6000 إلى مؤلّفات أسقفٍ أنغليكانيّ إيرلنديّ جيمس أوسهر (1518 – 1656). كان لاهوتيًّا محترمًا في زمانه، وكتب مؤلّفاتٍ عدّة عن مواضيع دينيّة. وكان يدعم نظرته حول زمنيّة تاريخ الأرض اعتمادًا على بيان النصّ الكتابيّ، كلّما تمكّن ذلك، بالمقارنة مع مصادر أخرى، واعتقد بأنّه يستطيع بهذه الطريقة أن يحدّد بالضبط تاريخ خلق العالم.
كان هذا التاريخ في نظره هو الليلة التي سبقت 23 أكتوبر 4004 قبل الميلاد في القرن الأوّل. ولم يكن وضع زمنٍ للخليقة أمر غير اعتياديٍّ في زمانه. ففي حين كانت هذه المحاولات تمثّل غالبًا في الماضي اكتشافًا علميًّا مبهرًا، وتؤخذ النتائج على محمل الجد، فإنّ زمنيّةً كهذه لا تثير اليوم أيّ اهتمام. ولا يواجه الباحثون المسيحيّون اليوم أيّ صعوبة في قبول المعارف العلميّة المعاصرة بالنسبة إلى تطوّر الحياة على الأرض والحساب المكافئ له لعمر كوكبنا المُفترَض. فاختصاصيّو علم الأرض يعلمون اليوم وبيقينٍ أنّ عمر الأرض يتخطّى ملايين المرّات الرقم 6000 سنة.
ولا يقبل دارسو الكتاب المقدّس أبدًا طريقة أوسهر في استعمال الكتاب المقدّس، وكأنّ الكتاب المقدّس هو كتابٌ علميّ أو كتاب تاريخ يمكننا أن نجد فيه معلوماتٍ موثوقة عن التواريخ وعن مختلف حقبات تاريخ الأرض. إنّهم لا يعتبرون الكتاب المقدَّس كتابًا علميًّا للتاريخ غايته إغناء العقل بالمعلومات بل كتابًا روحيًّا غايته إغناء القلب بالروحانيّة. وبعض المعلومات التاريخيّة والعلميّة الموجودة في أسفار الكتاب المقدّس تعتمد على معارف زمن تدوين هذه الأسفار. وبالعكس، فإنّ الرسالة الدينيّة والروحيّة في الأسفار الكتابيّة صالحة لكلّ زمانٍ ومكان.