:سؤال 300
ما هو أهمّ سؤالٍ سيطرحه الله الديّان على الكاثوليكيّ بعد موته؟
:الجواب
بحسب التفسير الكاثوليكيّ، ليس لدى الله تفضيلاً. الله عادل ورحيم، ويدين جميع البشر بعدالةٍ ورحمة. وعدالته متّزنة، ويستطيع جميع البشر أن يقدّروها بفضل العقل الذي نالوه. كلّ كائنٍ بشريٍّ يلتقي بعد موته بالصلاح الصرف والحقيقة المطلقة ألا وهي الله. حين يلتقي الشرّ والنفاق الصلاح والحق، سيكون ذلك خبرة مؤلمة: سوف نخضع للحكم والألم الناتج عن الوعي بأنّنا منفصلون عن المثاليّات السامية التي يقترحها الله علينا.
هذا هو واقع الدينونة أمام الله، ولكنّه ليس كلّ شيء. فرحمة الله تزيح غضبه العادل من حالتنا الخاطئة. فرحمة الله تتخطّى كثيرًا تصوّراتنا، وهي بكلّ تأكيدٍ أكثر سخاءً من أيّ حاكمٍ أرضيّ. فالعهد الجديد لا يعطينا قائمة بالأسئلة التي ينبغي لنا أن نجيب عنها في يوم الدين. الله عادل، ولذلك سوف يُدان الناس بحسب ما اعتبروه حقًّا وعدلاً. إنّها دينونة فرديّة، والله وحده يعرف ما في قلب كلّ شخصٍ، وما يعتبره كلّ شخص حقًّا وواجبًا.
إنّ أفضل قصّة تبيّن أنّنا سنُدان موجودة في إنجيل متّى (الفصل 25، من الآية 31 إلى آخر الفصل). فالتصويرات التي نجدها في هذه القصّة تجعلنا أمام التساؤل هل حقّقنا حقًّا حبّنا لله وإكرامنا له من خلال تكريس أنفسنا لنجدة الأشخاص المحتاجين. فمَن يعتبرون أنّهم يفعلون ذلك يعرفون أنّهم يخدمون الله حين يخدمون الآخرين. وحتّى الّذين لا يعتبرون أنّ نشاطًا كهذا هو خدمة لله، يستطيعون أن يدركوا ما هو العادل، أي مساعدة المحتاجين؛ فيخدمون الله بدون أن يدركوا ذلك، ويدخلون في الفرح الأبديّ.