لمَ يعتبر المسيحيّون يسوع وحده «مخلّصًا» دون سائر الأنبياء؟

:الجواب

يقول المسيحيّون إنّ يسوع «مخلّصًا» لأنّه أكثر من نبيّ ويختلف عن الأنبياء. فالنبيّ يعلن للناس رسالةً تسمح لهم بأن يعرفوا إرادة الله، ويعلموا كيف ينبغي لهم أن يتصرّفوا. لكنّ يسوع لم يعلن رسالةً وحسب، بل وإعلان الرسالة ليس أهمّ شيءٍ فعله. فقد أظهر الله ذاته فيه، أي أظهر أنّه محبّة ورحمة، وقاهر الموت بطريقةٍ نهائيّة لا مثيل لها. من المهم لنا أنّ النصوص القديمة في العهد الجديد، وهي أولى الشهادات، والوحيدة، عن يسوع المسيح، تقول إنّه مات لأجلنا وأقامه الله. إنّ هذه النصوص الأولى ليست وثائق إعلاميّة، بل نصوص اندهاشٍ مملوءة فرحًا للطريقة التي تصرّف الله بها: لقد أقام حقًّا يسوع الإنسان، البارّ المقتول. لذلك يستطيع الناس أن يرجوا وبدواعٍ أكيدة للرجاء، ويؤمنوا بأنّ قدرة الله أقوى من الموت، وأنّ محبّته تستطيع أن تحطّم حلقة العنف والثأر المفرغة. إنّه المخلّص حقًّا، لأنّه يزيل عن الخطيئة سلطانها على البشر. فالخطيئة هي سلسلة مستمرّة من الكراهية والعنف. والناس يختبرون العنف، فيكونوا ضحيّته، ويرتكبون عنفًا جديدًا. بحسب الإيمان المسيحيّ، لا تستطيع الإرادة الطيّبة ولا أيّ رسالةٍ بشريّة أن تخلِّص، بل وحده عمل الله نفسه هو الذي يخلِّص. وهذا ما حصل ليسوع المسيح، فصارت لدى الناس حينها ثقة تبرّرها قوّة الغفران التي لا تفوقها قوّة، وقوّة المصالحة والمحبّة.