«يجب على الكرادلة أن ينقادوا بالروح القدس عند انتخاب البابا. فلماذا لا يشير الروح القدس على الكرادلة كلّهم اسم المرشّح نفسه، إذ إنّه ينبغي لهم أن يقوموا بعدّة جولاتٍ من التصويت؟».

الجواب: إنّ الروح القدس الّذي أعطيَ للجماعة المسيحيّة منذ البداية، ولا يزال يُعطى لها، لا يعمل بطريقةٍ آليّة. إنّه يريد أن يستقبله المؤمنون بقلبٍ مضياف وإيمانٍ عميق، فيعمل حينها فيهم فرديًّا وجماعيًّا بوداعةٍ وبطريقةٍ مرئيّة بالأحرى. فهبات الروح القدس (مواهب) عديدة ولا تتحدّد بأيّ حالٍ من الأحوال بمَن يتحمّلون مسؤوليّاتٍ إداريّة في الكنيسة. على كلّ حال، الروح القدس يعمل بعمقٍ في قدرات الأفراد الطبيعيّة والجماعات. إنّه يعمل في المؤمنين ومن خلالهم ولا يزيح تفتيشهم وتساؤلهم الطبيعيَّين. إنّه يستعمل العقل والفكر وكلّ المواهب البشريّة. وهكذا، على سبيل المثال، فإنّ صورًا كالماء والزيت والنار تعبّر عن الرابط الحميم بين روح الله والهبات الطبيعيّة للكائن البشريّ. وهكذا فإنّ الروح القدس يعمل مثلًا في أثناء انتخاب البابا من خلال الاستشارة والاستعلام وكلّ الجهود الأخرى الّتي يبذلها الكرادلة ليجدوا المرشّح المناسب. والطريقة القديمة في الانتخاب من خلال القرعة، المذكورة في العهد القديم، والموصوفة في أعمال الرسل 1: 26 استُبدِلَت بسرعةٍ في الجماعة المسيحيّة الأولى بطريقةٍ أخرى أقلّ تطيّرًا (راجع أعمال الرسل 6: 3-6؛ 13: 2-3).