«لا بدّ من أنّ بابا نويل (القدّيس نيقولاوس) عاش في أنطاليا. هل نُقِل بعد موته إلى القطب الشماليّ؟».

الجواب: إنّ القدّيس نيقولاوس، الّذي تحيي الكنيسة الكاثوليكيّة ذكراه يوم 6 كانون الأوّل (ديسمبر)، عاش على ما يبدو في النصف الأوّل من القرن الرابع، وهو أسقف ميرا في آسية الصغرى. في السير القديمة لمعجزات حياة هذا القدّيس، الّتي تفتقر إلى وقائع مسندة، وبموجب أخطاءٍ لاحقة بسبب تشابه الأسماء، امتزجت معطيات حياة الأبّاتي نيقولاوس دو سيون، بالقرب من ميرا، والأسقف بينورا (توفّي 10 كانون الأوّل (ديسمبر) 564). فشخصيّة هذا القدّيس الملحميّ هي إذًا مزج لشخصيّتين تاريخيّتين. والرواية المحوريّة لمجموعة الملاحم اليونانيّة في شأن نيقولّاوس هي معجزة القادة (stratelats)، تحرير الضبّاط الثلاثة المسجونين ظلمًا، فصار نيقولاوس على أساسها شفيع السجناء. وصار أيضًا شفيع البحّارة في المأزق بعد الإنقاذ الملحميّ للمراكب الغارقة، فقاد هذا الأمر إلى نقل ذخائره في السنة 1087 من ميرا إلى باري. وينتمي أيضًا إلى مجموعة الملاحم القديمة وهبه الخفيّ قطعة ذهبٍ لثلاث فتياتٍ كي يتمكّنّ من الزواج. وهذا لا يفسّر تقديم نيقولّاوس على أنّه واهب هدايا كريم وحسب، بل سمته الإيقونوغرافيّة السائدة، الدحل الذهبيّة الثلاث. واليوم أخذ البابانويل غالبًا مكان الأسقف نيقولاوس كمحسنٍ كريم.