«أقرّ كثيرٌ من الرعاة المسيحيّين بأنّ محمّد نبيٌّ حقيقيّ. ما رأيكم؟».

الجواب: في مسألة الاعتراف بنبوءة محمّد، ليس هناك فارقٌ بين المسيحيّين الذين يمارسون مهام في الكنيسة وسائر المسيحيّين. فليقرأ الشخص الذي يطرح السؤال أوّلًا الفصل 4 من كتابنا في هذا الموقع: محمّد نبيّ: حتّى للمسيحيّين؟، وأن يقرأ خصوصًا القسم الرابع من نهاية هذا الفصل. والفصل 12 من الكتاب نفسه: قلب المسيحيّة، فهو يبيّن أين يكمن قلب الإيمان بالنسبة إلى المؤمنين المسيحيّين. فما ظهر لمن يؤمن بعقيدة يسوع القائم من بين الأموات، أي المسيح، وحياته وآلامه وموته وحياته الجديدة، هو محبّة الله غير المشروطة الذي يخبر عن ذاته بذاته.

في السؤال المطروح عن الاعتراف لمحمّد نبيًّا حقيقيًّا، المسألة لا تتعلّق بكلمة أو لقب «نبيّ» بمعنى الوصف التاريخيّ، بل الاعتراف والإقرار بالحقيقة التي يشير إليها لقب نبيّ المطبّقة على محمّد، التي تشمل القسم الثاني من الاعتراف الإيمانيّ المسلم. فبالنسبة إلى المسيحيّين، لا يمكن أن يكون محمّد بالمعنى الوارد في القرآن ومن ثمّ في الإيمان الإسلاميّ. فقبول محمّد نبيًّا بالمعنى القرآنيّ وبالتالي الإسلاميّ يعني ببساطة: قبول عقيدة القرآن عن محمّد وإدّعاءاته النبويّة بطريقةٍ إيجابيّة، وبالتالي اعتبار حياة محمّد «أسوةً حسنة» (سورة الأحزاب 21) له ولجميع البشر.

وفي الآن نفسه، يعرف المسيحيّون كيف يأخذون مسافةً تجاه كلّ احتقارٍ وكلّ رفضٍ لمحمّد. فهم يسعون إلى الإقرار وتكريم عظمة شخصيّته الرائعة في التاريخ، ودوره المؤسّس للإسلام، وكذلك مكانته الاستثنائيّة في الإيمان الإسلاميّ وتقوى المسلمين وفكرهم الدينيّ.

حينها يرون بوجهٍ أفضل هل عليهم أن يرفضوا ببساطة عقيدة محمّد وحياته لأجلهم هم لكونهم مؤمنين مسيحيّين، أو هل تنير بطريقةٍ مدهشة عناصر أساسيّة من الحقيقة الإلهيّة التي يستطيع من خلالها أن يصل المسيحيّيون إلى نور العقل ويقرّوا في الإيمان في شخص يسوع المسيح وعقيدته.

باختصار، يمكننا أن نقول إنّ محمّد شخصيّة دينيّة وسياسيّة مؤسِّسة، قادت كثيرًا من الناس إلى الله، ولكنّها لم تقرّ بمحبّة الله وعظمة دعوة الإنسان كما تظهران في حياة يسوع وآلامه وموته على الصليب وقيامته.