:السؤال 147
«هل يستطيع المسيحيّون أن يصلّوا داخل مسجد كما فعل البابا في إسطنبول؟ أم إنّها حركةٌ مهذّبة؟».
الجواب: نحن لا نعرف هل صلّى البابا في أثناء زيارته «للمسجد الأزرق» باسطنبول يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، ولا بأيّة طريقة وبأيّ كلمات وأفكار صامتة غير مسموعة قد صلّى. على كلّ حال، يميّز المسيحيّون كما يميّز المسلمون بين الصلاة الطقسيّة وأنواع الصلوات الأخرى غير الرسميّة، التي تتمّ شخصيًّا أو جماعيًّا. ويمكن أن يكون هذا النوع من الصلوات غير الرسميّة دعاء طلبٍ أو شكرٍ أو تسبيحٍ.
أعتقد أنّ البابا في هذه المناسبة باسطنبول قد سبّح الله في قلبه، وهو يرى هندسة المسجد وما تعبّر عنه من إيمان، كما أنّه شكر الله من أجل الرعاية التي يقدّمها مضيفوه له والثقة بالله التي لدى كمٍّ من المؤمنين المسلمين، وأنّه صلّى أخيرًا لله الخالق، كي يقوّي إرادة المسلمين والمسيحيّين الصالحة في جهدهم للتفاهم المتبادل وإيقاظ حسّ المسؤوليّة المشتركة لدى مؤمني الديانتين من أجل بناء عالمنا بحسب إرادة الله المقدّسة.
بهذا المعنى، على كلّ مسيحيّ أن يصلّي، كما فعل البابا، عندما يزور مسجدًا أو جماعة مسلمة. وفي مناسباتٍ خاصّة، يستطيع المسيحيّ أن يكون أيضًا شاهدًا صامتًا على الصلاة الطقسيّة الإسلاميّة، سواءٌ بالبقاء واقفًا عند مسافةٍ معيّنة أو جالسًا. وبالعكس، يستطيع المسلمون أن يحضروا بصمتٍ طقوسًا مسيحيّة، فيسبّحون الله في قلوبهم ويشكرونه ويسألونه أن يضمّ صلاتهم إلى صلاة مضيفيهم.
إنّ المسيحيّين والمسلمين يصلّون للإله نفسه. لكنّ إيمانيهم لا يقولان لهم الشيء نفسه في كلّ ما يتعلّق بالإله الواحد. ففي حين أنّ الإيمان الواحد يجمع المسلمين والمسيحيّين، فإنّ الاختلافات العقائديّة بين المسيحيّة والإسلام تظهر في التأكيدات المختلفة التي يعبّر عنها الإيمان الإسلاميّ والمسيحيّ عن الله.