«يعتقد بعض الكهنة أنّه لا يمكننا أن نثق تمامًا بالإنجيل أو بكلّ العهد الجديد. ما رأيكم؟».

الجواب: كتب الرسول بولس في الرسالة الأولى لأهل تسالونيكي: «كلمة الله حقًّا تعمل فيكم أنتم المؤمنين» (2: 13). والمجمع الفاتيكاني الثاني يقول بصواب: « ففي الأسفارِ المقدسة يلتقي الآب السماوي بأبنائه بمحبةٍ ويكالمهم. ولكلام الله من الشدَّة والفاعلية بحيث إنّ الكنيسة تجد فيه دعامة وقوة، وأبناءها يجدون فيه لإيمانهم عضداً ولنفسهم قوتاً، ولحياتهم الروحية ينبوعاً صافياً وخالداً. ولهذا تَصحّ في الكتاب المقدس الأقوال التالية: «فإن كلام الله هو حيٌّ وفعَّال» (عبرانيّون 4: 12)، «القادر أن يبنيكم ويؤتيكم الميراث مع جميع القديسين» (أعمال الرسل 20: 32؛ راجع تسالونيكي 2: 13)» (دستور عقائديّ في الوحي الإلهيّ 22).

حين تُقرأ هذه الكتب على أنّها قلب تقليد جماعة المؤمنين الحي، فإنّه تمنح إرشادًا أكيدًا في العديد من المشكلات المعاصرة: حقوق الشخص البشريّ وواجباته، قيمة الحياة البشريّة من الولادة حتّى الموت، ضرورة التقدّم والحفاظ على الخليقة، التفتيش عن عدالةٍ وسلامٍ دائمَين لجميع الشعوب. ويعلّم إنجيل يسوع بوجهٍ خاصٍّ احترام كلّ فردٍ والمحبّة الواجب أن نشهد لها لكلّ واحدٍ، والثقة بالله الّذي «رحمته من جيلٍ إلى جيل» (مزمور 136).

ويحدث في أيّامنا أن نسيء فهم النصوص المقدّسة، فتبدو وكأنّها تلغي أو تخنق حرّيّة الإنسان في الانشراح. في الواقع، هذه النصوص هي الطريق إلى الحقّ الّذي يقود إلى الحرّيّة الحقيقيّةن (يوحنّا 8: 32). نحن نجدها مرارًا قديمة وغير ملائمة. ولكنّها في الواقع كلمات حياة ملائمة دومًا. إنّها جديدة باستمرار وقادرة على تغيير حياة الإنسان وتجديدها (عبرانيّون 4: 12). فنحن لا نجد في الكتب المقدّسة حروفًا ميتة بل المسيح نفسه، كلمة الله الحيّ الأزليّة (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 108). إنّ يسوع، الكلمة الّذي صار بشرًا، يأتي من خلال الكتب المقدّسة ليلتقينا، لأنّ الكتاب المقدّس بمجمله يكلّمنا على يسوع (المرجع السابق 134).