:السؤال 119
«إذا كانت السيطرة على الولادات ممنوعة في الكاثوليكيّة، لماذا تتراجع أعداد السكّان في البلاد الكاثوليكيّة؟».
الجواب: فلنقدِّم أوّلًا موقف الكنيسة الرسميّ من مسألة تنظيم الولادة. فخلاصة عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة تعالج هذه المسألة تحت عنوان: «العائلة هيكل الحياة» (الرقم 230-237).
«232- تساهم الأسرة بطريقةٍ بارزة في الخير الاجتماعيّ من خلال أبوّةٍ وأمومةٍ مسؤولة، وهو النمط الخاصّ لمشاركة الزوجين الخاصّة في عمل الله الخالق. ولا يمكن استدعاء حمل مسؤوليّةٍ كهذه لتبرير الانطواء الأنانيّ، بل عليه أن يقود اختيارات الزوجين لصالح استقبالٍ سخيٍّ للحياة: «بالنسبة إلى الظروف المادّيّة والاقتصاديّة والنفسيّة والاجتماعيّة، تمارس الأبوّة المسؤولة بالعزم الواعي السخيّ على تنمية أسرة كثيرة العدد، أو قرار يُتّخذُ لدواعٍ جادّةٍ جدًّا، وفي احترامٍ للشريعة الأخلاقيّة، بتفادي ولادةٍ جديدة سواء مؤقّتًا أو لوقتٍ غير محدود.» فالدوافع الّتي ينبغي لها أن ترشد الزوجين في الأبوّة والأمومة المسؤولة تنبع من الإقرار التامّ بواجبهما تجاه الله وذاتيهما وأسرتهما والمجتمع، بتسلسل تراتبيٍّ صحيحٍ للقيم.
233- أمّ «وسائل» تحقيق إنجابٍ مسؤول ومنع الحمل والإجهاض، فيجب رفضها قبل كلّ شيءٍ إذ إنّها غير مشروعة أخلاقيًّا. والإجهاض بوجهٍ خاصٍّ جريمة بشعة وفوضى أخلاقيّة خطرة بوجهٍ خاصٍّ. إنّه ليس حقًّا بل ظاهرة محزنة تساهم بخطورةٍ في نشر عقليّةٍ ضدّ الحياة، وتهدّد بخطورةٍ حياة اجتماعيّة مشتركة عادلة وديمقراطيّة.
ينبغي أيضًا رفض اللجوء إلى وسائل منع الحمل بمختلف أشكالها: ويعتمد هذا الرفض على مفهومٍ صحيح وشامل للشخص وللجنسانيّة الإنسانيّة، ويكتسب قيمة تطلّبٍ أخلاقيٍّ للدفاع عن التنمية الحقيقيّة للشعوب. والأسباب نفسها من الناحية الأنثروبولوجيّة تبرّر أيضًا كوسيلةٍ شرعيّة اللجوء إلى الامتناع المؤقّت في أثناء فترات الخصوبة الأنثويّة. فرفض وسائل منع الحمل واللجوء إلى الوسائل الطبيعيّة لتنظيم النسل يعني اختيار تأسيس العلاقات الشخصيّة المتبادلة بين الزوجين على الاحترام المتبادل والاستقبال التامّ، مع النتائج الإيجابيّة أيضًا لتحقيق نظامٍ اجتماعيٍّ أكثر إنسانيّةً.»
من المحتمل جدًّا ألّا يتمّ اتّباع عقيدة الكنيسة المقترحة في عددٍ من أقاليم العالم إلّا جزئيًّا حتّى بين الكاثوليك. فمن ناحية المبدأ، لا تربط الكنيسة عمومًا تعاليمها بالأكثريّة أو بنجاح الأكثريّة. أمّا في ما يخصّ عدد السكّان في البلدان ذات الغالبيّة الكاثوليكيّة، فلا يمكننا أن نقول إنّه يتناقص في البلدان الكاثوليكيّة إذا فكّرنا بأمريكا اللاتينيّة والفيليبين وأفريقيا.