:السؤال 99
«إذا كان البابا معصومًا عن الخطأ لماذا لا يختار خليفته بنفسه؟ أليس هذا هو الحلّ الأفضل؟».
الجواب: ندعو مَن يطرح هذا السؤال إلى أن يقرأ بانتباهٍ ما قيل في الفصل 6، III، 1، 2 في شأن العقيدة الكاثوليكيّة الخاصّة حول الكنيسة وبنيتها الرئاسيّة. ففي موجز التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة نجد بعض الإجابات المناسبة للسؤالَين المطروحَين.
182. ما هي رسالة البابا؟
البابا أسقف روما وخليفة القدّيس بطرس، هو المبدأ الدائم والمرئيّ لوحدة الكنيسة وأساسها. إنّه نائب المسيح ورأس جماعة الأساقفة وراعي كلّ الكنيسة، وله عليها سلطان كامل ومطلق ومباشر وشامل، وذلك بتأسيسَ إلهيّ.
183. ما هي وظيفة جماعة الأساقفة؟
إنّ جماعة الأساقفة، في شراكةٍ مع البابا وليس بدونه أبدًا، تمارس أيضًا على الكنيسة سلطةً عليا وكاملة.
184. كيف يمارس الأساقفة رسالتهم في التعليم؟
يتوجّب على الأساقفة، بالشراكة مع البابا، أن يعلنوا الإنجيل للجميع بوفاءٍ وسلطان. إنّهم شهود أصيلون على الإيمان الرسوليّ، ويلبسون سلطان المسيح. وبفضل الحسّ الفائق الطبيعة للإيمان، ينضمّ شعب الله إلى الإيمان الّذي لا يضعف، بإرشاد من السلطة الحيّة في الكنيسة.
185. متى تُمارَس عصمة السلطة عن الخطأ؟
تُمارَسُ عصمة السلطة عن الخطأ حين تُعلَنُ بفعلٍ نهائيٍّ عقيدةً ترتبط بالإيمان أو الأخلاق، سواء أعلنها البابا بحكم سلطته كراعٍ أعلى للكنيسة أو جماعة الأساقفة الّذين في شراكةٍ مع البابا، خصوصًا حين يجتمعون في مجمع مسكونيّ. أو حين يتّفق البابا والأساقفة في سلطتهم الاعتياديّة على إعلان عقيدةٍ على أنّها نهائيّة. وعلى كلّ مؤمنٍ أن يلتزم بهذا التعليم بطاعة الإيمان.
نرى انطلاقًا من هذه النصوص ما تقصده الكنيسة وما لا تقصده في عقيدة عصمة السلطة الباباويّة. وتعيين البابا لخليفته يخالف بنود القانون الكنسيّ المعمول به، ولن يكون قرارًا معصومًا عن الخطأ.