German
English
Turkish
French
Italian
Spanish
Russian
Indonesian
Urdu
Arabic
Persian

:السؤال 85

«ما رأيكم بنظريّة التطوّر؟».

 

الجواب: يتكلّم التعليم المسيحيّ للبالغين (الصادر عن مجلس أساقفة ألمانيا 1985) على هذا السؤال ويقول: «إذا ميّزنا الغاية اللاهوتيّة لروايات الخلق الكتابيّة عن قالبها الّذي حدّدته ظروف ذلك العصر، تُطرَحُ المسألة بطريقةٍ موضوعيّة: العلاقة بين الخلق والتطوّر.

تنطلق غالبيّة التصويرات المعاصرة للعلوم الطبيعيّة من فرضيّة أنّ كلّ كائنٍ طبيعيّ مسيّر في طريق التطوّر نحو أشكال كيانٍ وحياةٍ أرقى دومًا حتّى الكائن البشريّ، غاية التطوّر. فالكون مولود منذ حوالى 13 مليار سنة، وأرضنا منذ حوالي 5-6 مليار سنة، وظهر أوّل كائنٍ حيّ منذ 3 مليارات من السنين، في حين أنّ الحياة البشريّة لم تظهر إلّا منذ مليوني سنة.

ما هي العلاقة بين هذا التصوّر والإيمان بالخلق؟ من الواضح أنّه يجب رفض نظريّة التطوّر المادّيّ الّتي تفترض مادّةً غير مخلوقة تطوّرت منها بطريقةٍ آليّةٍ صرفة كلّ الكائنات الحيّة وكذلك الكائن البشريّ نفسًا وجسدًا. إنّ غالبيّة العلماء لا يفهمون عقيدة التطوّر اليوم انطلاقًا من هذه النظرة إلى العالم. ويعتقَدُ اليوم أكثر فأكثر أنّ الخلق والتطوّر جوابان عن سؤالَين مختلفَين، وبالتالي فهما في مستويَين مختلفَين.

إنّ التطوّر مفهوم اختباريّ يهتمّ بمسألة الأصل «المستوى الأفقيّ» وتتالي الخلائق في الزمان والمكان. وبالعكس، فإنّ الخلق مفهوم لاهوتيّ يتساءل لماذا وما هي الغاية «المستوى العاموديّ» من هذا الواقع. التطوّر يفترض دومًا وجود «شيء ما» يتغيّر ويتطوّر؛ الخلق يبيّن لماذا وما غاية وجود هذا الشيء الّذي يتغيّر وقادر على التطوّر. وللوصل بين وجهتيّ النظر، يقول لاهوتيّون في أيّامنا: لقد خلق الله الأشياء بحيث تستطيع أن تساهم في تطوّرها الذاتيّ.

«إنّ الله يعمل بحيث يجعل الأشياء تكوّن نفسها بنفسها» (الأب تيّار دو شاردان). كما أنّ الله لا يعمل في البداية وحسب ويترك التطوّر بعدها يسير وحده، بل يمتلك دومًا واقع الكيان، فيدعمه ويقوده في صيرورته. وهكذا فإنّ الله هو القوّة الخالقة الّتي تحيط بكلّ شيء، وتحرّر كلّ تعاونٍ خلّاقٍ مستقلٍّ وتحييه. ولأنّ الخلائق تمتلك قدرة خلّاقة فهي انعكاس لصورة الله الخالق. إذًا، لا يتناقض الإيمان بالخلق ونظريّة التطوّر، فكلاهما يجيب عن سؤالَين مختلفَين تمامًا؛ وهما في مستويَين مختلفَين ويرتبطان بنمطَين من المعرفة.

 

وعلى الرغم من هذا التمييز الضروريّ، فالعلم واللاهوت ليسا عالمَين مختلفَين لا علاقة للواحد منهما بالآخر. فالمسألة تخصّ الواقع الوحيد نفسه، ولكن يُنظَرُ إليه من وجهتي نظر مختلفتَين. فالعلم واللاهوت لا يستطيعان ألّا ينتبها الواحد إلى الآخر، بل عليهما أن يتحاوران معًا».

Contact us

J. Prof. Dr. T. Specker,
Prof. Dr. Christian W. Troll,

Kolleg Sankt Georgen
Offenbacher Landstr. 224
D-60599 Frankfurt
Mail: fragen[ät]antwortenanmuslime.com

More about the Authors?