«تزوّجت امرأةٌ مسلمة مسيحيًّا وشكّت بأنّ أقرباء لها من تونس لعنوا هذين الزوجين، فولّد هذا الأمر صراعاتٍ داخل الزواج وخارجه. هل يمكنك أن تقول شيئًا عن صحّة هذه اللعنات؟ هل هناك علاقة بين اللعنات والقرآن؟ هل يمكن القضاء على هذه اللعنات أو تجريدها من مفعولها؟».

الجواب: لا يزال التطيّر منتشرًا حتّى اليوم، لا في المناطق الريفيّة وحسب، بل بين عددٍ كبيرٍ من سكّان المدن في العالم الإسلاميّ. وكما هو حال كلّ تطيّر، ننسب في الشرق إلى العجائز قدرة الربط والحلّ، واستدعاء الأرواح وشفاء المرضى والتنبّؤ للمستقبل. وتجد كثير من المعتقدات التطيّريّة أساسها في آياتٍ قرآنيّة. ويشغل الإيمان بوجود الجنّ مكانةً جليّة بدون شك. ويخافها المؤمنون بها لأنّها تسبّب الأمراض للبشر والشرور والموت. ويحتمي الناس من الأرواح الشرّيرة بحمل القلادات (التعاويذ). إذا دخل الروح النجس في شخص يجعله مريضًا. والمصابون باضطراباتٍ عصبيّة كالهستيريا والصرع والكآبة والاهتزاز والشلل يقول العرب عنهم إنّهم «مربوطون» أو «ضربهم الجنّ». ويقول الأتراك: «ممسوس من الجن». ولا يمكن شفاء هؤلاء إلّا بأشخاص يخضع الجنّ لهم. فباستجواب الأرواح وحرق البخور وحمل تعاويذ تجلب الحظّ والصلاة والتلاوة يمكن الوصول إلى الشفاء. ومن الناس مَن لديهم القدرة على إثارة على أذيّة أشخاصٍ آخرين. فيستعملون الحجب والسحر. فيعتبر الناس أنّ غالبيّة مسبّبات المرض تأتي من العين الحاسدة. ولكنّ «المة الرديئة أو الرائحة الفاسدة» تستطيع أيضًا أن تسبّب الأذى. ومن بين الطقوس الكثيرة لطرد الأرواح أو الشفاء كالتمائم والحجب، نذكر ترداد عبارة ما شاء الله أربعين مرّة، وهي فعّالة بوجهٍ خاصٍّ ضدّ «اللعنة». وحين تخفق جميع هذه الوسائل، يجب التوجّه إلى الشيخ مرّةً أخرى أو إلى سيّد (Cf. lentrée ‚Aberglauben (réd. par Senay Yola, München) dans Kreiser/Wielandt (ed.), Lexikon der Islamischen Welt. Stuttgart, 1992.).

من الناحية المسيحيّة، فإنّ الإيمان بالحضور الدائم ليسوع المسيح القائم من بين الأموات والعلاقة الحيّة معه تزيل كلّ آثار التطيّر بقوّة الروح القدس من خلال ممارسة الأسرار والطقوس الأخرى كالبركات والأفعال الرمزيّة والصلاة.