:السؤال 61
«أنا أهتمّ بدراسة أجراس الكنائس وهندسة الصوت الكنسيّة. متى استُعمِلَت أجراس الكنائس للمرّة الأولى، ولمَ استعمِلَت الأجراس بدل الصوت البشريّ لدعوة الناس إلى الصلاة؟».
الجواب: نجد في كثير من دوائر المعارف معلومات عن الأجراس كأدوات كنسيّة وإشارات مرجعيّة حول هذا الموضوع. راجع مثلًا بند «Bells» في The Oxford Dictionary of the Christian Church. Oxford: Oxford University Press, 1974, p. 153.
إليك بعض التواريخ الهامّة: الجرس (يالإيرلنديّة: clog؛ والألمانيّة القديمة: Klophen: دقّ) أداة معروفة في الصين القديمة؛ وأشار بولان دو نول في حوالى السنة 400 إلى استعماله في الكنائس، ويعود دخول الجرس إلى فرنسا إلى السنة 550، وفي القرن السابع إلى إيرلندا. إنّ قرع الجرس يدعو إلى المشاركة في الصلاة. بالإضافة إلى ذلك، كانت الأجراس تُقرع ثلاث مرّات في اليوم (الصباح الباكر والظهر والمساء) كي يتلو المؤمنون صلاة التبشير.
وإذ شاع استعمال الأجراس، تمّ بناء أبراجٍ خاصّة لتعليقها عليها، سواء كان البرج منفصلًا عن مبنى الكنيسة (جرسيّة)، أو جزءًا من مبنى الكنيسة. كان صبّ الأجراس في البداية هو عمل الرهبان، ولكنّه انتقل في القرن الثالث عشر إلى رابطة صهر الحديد، وكانت أسرار صانعي الأجراس تنتقل أبًّا عن جد في الأسرة.
وكانت بركة الأجراس من حقّ الأسقف أو الكاهن المنتدب، وتتمّ بمرافقة صلوات، فيُغسل الجرس بالماء المقدّس (ويُقال معموديّة الجرس)، ثمّ يُدهن بالزيت المقدَّس، وينال اسمًا، ويُبخَّر ويُبارَك. ويمنح عرّاب الجرس الاسم. ويمكن أن تكون الأجراس ملكًا للكنيسة أور الرعيّة أو حتّى أشخاصًا عاديّين. والسلطة الدينيّة تتمتّع وحدها بحقّ استعمال الأجراس المكرّسة. أمّا لاستعمالها لأمور دنيويّة، فمن الضروري نَيل إذن السلطات الكنسيّة أو يُعتبَرُ الإذن معطًى في ظروفٍ متوقّعة (أجراس الأعياد، التنبيه في حال الكوارث).