«إذا استطعت أن أبرهن لك أنّ كتابك المقدّس لا قيمة له عند الله الّذي خلقنا أنا وأنت، هل تعتنق الإسلام كي تنال السعادة؟».

الجواب: إنّ الكتاب المقدّس موجود، ويقرأه منذ قرونٍ عدد لا يُحصى من الأشخاص الّذين يعتبرونه كتابًا أوحى روح الله به. وقد كتبنا في هذا الموضوع في الفصل الأوّل من الكتاب الموجود في موقعنا الإلكترونيّ. فالكتاب المقدّس مكتبة كاملة من الكتابات الّتي دوِّنَت طوال عددٍ من القرون وفي أوضاعٍ شديدة الاختلاف وبأنماطٍ أدبيّة متنوّعة جدًّا، ودوّنها كتّاب أو مجموعة كتّابٍ مختلفين. وقد جُمِعَت لاحقًا في مجلّدٍ واحدٍ.

أوّلًا الكتب الّتي تروي التاريخ الدينيّ وخبرات الشعب اليهوديّ، ثمّ الكتابات الّتي رأت النور في أقدم فترات تاريخ الكنيسة. فمسألة الشرعيّة غير مطروحة. أمّا مصداقيّة نصّ الكتب المقدّسة، فإنّ أجيالًا من الأبحاث العلميّة لم تقم إلّا بدعمها. ونتائج هذه الأعمال النقديّة تشغل أعدادًا من رفوف المكتبات. والسؤال الوحيد المطروح هو: ما هو ردّ فعلي على الرسالة أو الرسائل الموجودة في النصوص الكتابيّة. فالمؤمنون اليهود يفسّرون نصوص العهد الأوّل (العهد القديم) بطريقةٍ يهوديّة.

أمّا نحن المسيحيّين، فنقرأ كتب العهد الأوّل في نور حياة يسوع وتعليمه، وهو الّذي نعتبره المسيح الحقيقيّ وابن الله. فبحسب طريقتنا في الفهم نحن المسيحيّين، فإنّ الوحي انتهى مع آخر كتاب – تاريخيًّا – من العهد الجديد، الّذي يشكّل مع العهد القديم الكتاب المقدَّس. فإلى جانب كون الله كشف عن نفسه للعالم نهائيًّا في شخص يسوع المسيح، لا يمكن أن يكون هناك، بحسب الإيمان المسيحيّ، وحي لاحق من ناحية المضمون (راجع أيضًا الإجابات عن الأسئلة 28، 39، 47).