«ما هي أخويّة وردة الصليب؟».

الجواب: بحسب عقيدة وردة الصليب، فإنّ العلاقة بين الوردة والصليب ترمز إلى القيامة والفداء. فأتباع منظّمة غولدن داون Golden Dawn يضعون وردة-صليب على الصدر، والوردة تتألّف من 22 بتلة بألوانٍ مختلفة. إنّها ترمز إلى الحروف الـ 22 للأبجديّة العبريّة، والـ 22 طريقًا لشجرة الحياة الّتي تربط بين الأسفار العشرة. ويمكننا أن نشكّل من هذه البتلات شكلًا هندسيًّا يمكنه أن يمثّل مختلف قوى النفس الروحيّة. وقد نُقِلَ الاسم أوّلًا بحروفٍ عبريّة، ثمّ رُسِمَ شكل يسمح بربط حروف الاسم حين يُكتَبُ على الوردة.

ويُعتبَرُ كريستيان روزنكروز Rosenkreuz  (1378 – 1484) لامؤسّس الملحميّ لنظام الجمعيّات السرّيّة الّتي تحمل اسمه. ونحن واثقون اليوم من أنّ هذا الرجل شخصيّة وهميّة اخترعها ج.ف أندريا Andreae  (1586 – 1654). وظلّت فكرة الأخويّة غير المرئيّة الّتي تعود إلى وردة الصليب حتّى عصرنا (اللورد غولدن دراون). وفي القرن الثامن عشر، ارتبطت خصوصًا وردات الصليب الذهبيّ ووردات الصليب بهذا الاسم. ويمكننا أن نكون واثقين من أنّ جماعات وردة الصليب لم تكن موجودة قبل القرن السابع عشر.

تعود فكرة وردة الصليب إلى رغبة البروتستانت الّذين التزموا بتدشين عصرٍ ثانٍ للإصلاح الجذريّ. وقد أخذ أندريا لاحقًا مسافةً عن عمل شبابه الّذي اعتبره هجومًا على التنبّؤات السحريّة واللاهوتيّة لصانعي المعجزات والمنجّمين والمتطرّفين الآخرين. وبعد أن أطلِقَت فكرة أخويّة سرّيّة كهذه، عكف علماء مشهورون على البحث عن هذه الأخويّة ولم يجدوها.

ورأى بعض الباحثين في هذه الجهود قوى محرّكة للثورة العلميّة في القرن السابع عشر. فقد سمحت هذه الجمعيّات السرّيّة لفكرٍ بديلٍ بأن ينمو منقطعًا عن نظرة العصر الوسيط إلى العالم، ويبحث عن منهجٍ جديدٍ ليشرح به الكون.

كان أعضاؤها «مفكّرون أحرار» يسعون إلى اختراق أسرار الطبيعة. فاكتشفوا بسعيهم هذا خواصّ جديدة وطاقات في الطبيعة لا يمكن إدراجها في رؤية العالم المألوفة الّتي اعتُبِرَت منذ ذلك الحين سرّيّة. وشيئًا فشيئًا تمّ استبعاد العناصر الصوفيّة والسحريّة عن هذا الفكر البديل، حين بدأ الناس، مع مرور الزمن، يدرسون ويألفون بطريقةٍ اختباريّة الخواصّ الجديدة الغامضة في الطبيعة.