:السؤال 25
« هل يستطيع شخصٌ بدأ يؤمن بيسوع المسيح أن يفقد خلاصه مرّةً أخرى؟».
الجواب: الإيمان بيسوع المسيح، ابن الله، مخلّص البشريّة وفاديها، يشمل في الوقت ذاته الحقيقتين التاليتين: الإيمان كعطيّة من لطف الله من جهة، ومن جهة أخرى كثمرة قبول حرّ لهذه العطيّة يرتبط بالارتداد عن الخطايا للالتفات إلى الله. فالله يحترم كثيرًا حرّيّة الإنسان. وينتظر منه جوابًا مسؤولاً. فلا يلزمنا أن نؤمن ولا يعطينا الإيمان بطريقة اوتوماتيكيّة. فجوهر الإيمان الحقّ هو أن يكون موهوبًا ومقبولاً بحرّيّة.
وهكذا أصبح لدينا جواب واضح على سؤالنا. من الممكن أن يُهمَلَ الإيمان أو يُرفَض، حتّى بعد أن يكون الإنسان قد قبله بفعل حرّ. الّذي يهمل عن وعيٍّ إيمانه بيسوع المسيح ابن الله ويتخلّى عنه إراديًّا، يرفض بهذا أيضًا عطيّة الخلاص الّتي مُنِحَت له وبدأ يقبلها بحرّيّة. إنّ هذا الإنسان يختار بإرادته الابتعاد عن الله أو اتّخاذ موقفٍ واعيٍ ضدّه. وجهنّم تعني أن يكون الإنسان منغلقًا إلى الأبد عن محبّة الله ومطروحًا جانبًا في الشقاء المطلق نتيجةً للابتعاد عن الله، وجهنم هي أيضًا فقدان الحميميّة مع الله.
لا يذكر الكتاب المقدّس ولا تقليد الإيمان المسيحيّ بالتحديد وجود شخصٍ ما في جهنّم. بل وأكثر من ذلك، يصوّر جهنّم دائمًا كإمكانيّة واقعيّة مرتبطة بعرضٍ للتوبة وللحياة.