German
English
Turkish
French
Italian
Spanish
Russian
Indonesian
Urdu
Arabic
Persian

:السؤال 11

« ما الّذي يمكننا أن نقوله عن إيمان المسيحيّين الأوّلين الّذين لم يكونوا متعوّدين على عقيدة الثالوث الإلهيّ. هل يُعتَبَرُ إيمانهم شرعيًّا؟».

الجواب: علينا أن نميّز بين الصياغة اللاهوتيّة، الّتي عبّر فيها الإيمان المسيحيّ عن ذاته عبر التاريخ، ومضمون الإيمان بالله.

في بداية الإيمان المسيحيّ، كان هناك أشخاص اختبروا اختبارًا «انقلابيًّا» تمامًا، وهو أنّ الله نفسه أتى للقاء البشريّة في يسوع الناصريّ وبقوّة الروح القدس. وهكذا فإنّ الله لم يخبر البشر شيئًا عن نفسه، بل أوصل نفسه بكاملها. فالله دخل شخصيًّا في العالم بيسوع المسيح. منذ ذلك الحين، صار عالمنا عالمه أيضًا. لقد أخذ مصيرنا البشريّ فأسّس بذلك، وإلى الأبد، شراكة حياةٍ أشدّ حميميّةً بينه وبين البشريّة. هذا يعني: بيسوع المسيح، و- بطريقةٍ أخرى – بالروح القدس الّذي يرسله، لم تعد المسألة لقاء شخصيّتين وسيطتين مرجعيّتهما الله (كما أنّ مرجعيّة الأنبياء والأولياء هي الله)، بل شخصيّتين تظلّ الألوهة وراءهما بعيدة عن متناول الإنسان في تسامٍ مخفيٍّ ولا محدود، وليس أنّ الله جعل نفسه داخل اللعبة في حدث يسوع المسيح.

فمَن يتعامل مع يسوع ومع كلامه وسلوكه وصبره، ومَن يختبر بنفسه ويختبر حوله الروح الّذي يعمل، له شخصيًّا علاقة مع الله. لو كان الأمر بعكس ذلك، لكان يسوع متناقضًا مع ذاته، وهو الّذي يظهر بأنّه كلمة الله النهائيّة وممثّلًا لا يفوقه ممثّل للمحبّة الإلهيّة. إنّه لن يصير حينها الوسيط النهائيّ بين الله والإنسان كما يقول: «مَن رآني فَقَد رَأى الآب» (يو 14: 9). والروح القدس الّذي يملأ يسوع، يُدخِلُنا هو أيضًا في واقع المسيح بعد أن عاد هذا الأخير إلى أبيه وفتح لنا الطريق مباشرةً إلى الآب. لو لم يكن هو الله نفسه لتركنا في مضمار المخلوقات. راجع أيضًا الكتاب 5، 3، 7.

Contact us

J. Prof. Dr. T. Specker,
Prof. Dr. Christian W. Troll,

Kolleg Sankt Georgen
Offenbacher Landstr. 224
D-60599 Frankfurt
Mail: fragen[ät]antwortenanmuslime.com

More about the Authors?