German
English
Turkish
French
Italian
Spanish
Russian
Indonesian
Urdu
Arabic
Persian

:السؤال 231

«جميع الديانات تكرز بالسلام وتتحدث عن فعل الخير وتفادي الشرّ. ومع ذلك هناك حروبٌ في كلّ مكان لماذا؟».

 

الجواب: ليست الديانات في حدّ ذاتها هي الّتي تشنّ الحرب، بل أفراد وجماعات بشريّة ربّما تنتمي إلى هذه الديانة أو تلك. على الديانات إذًا أن تهتمّ في تغيير البشر أفرادًا وجماعاتٍ إلى «أدوات سلام»، وهذا يعني عمليًّا:

«المحبّة الّتي ترى في الآخر أخًا وأختًا تتخطّى كثيرًا المطالبات القانونيّة بالحقوق الشخصيّة كما بحقوق الآخر؛ إنّها تزيل العنف والعدوانيّة؛ وتجتهد لحلّ الصراعات والتصادمات باستخدام وسائل مسالمة ودفع الآخرين على السعي إلى السلام والمصالحة. والنتيجة الأولى: نتدرّب على تبنّي موقفًا وسلوكًا مسالمًا في إطار الحياة اليوميّة سواء في الأسرة أو المدرسة أو مكان العمل أو مع الأصدقاء أو في التجمّعات والمنظّمات وفي الكنيسة:

- الاستعداد للنظر إلى الآخر بدون أحكامٍ مسبقة، والتعرّف على المجموعات الأخرى والأمم الأخرى وقبولها باختلافها؛

- أخذ حاجة الآخر في عين الاعتبار وإدراك الحاجات الشخصيّة؛

- كشف الأحكام المسبقة والصور العدوانيّة؛

- تغيير المواقف والسلوكيّات الّتي تهدِّد السلام؛

- إظهار القدرة على التعاون بشراكةٍ وقبول حلول التسوية؛

- أخذ موقفٍ لصالح المهمَلين بما فيهم حاجات العالم الثالث؛

- التعاون للقضاء على حالات الظلم» (التعليم المسيحيّ للبالغين).

فبمقدار ما تعلّم عقائد الديانات المختلفة أتباعها هذه المثاليّات، وتدعمها في التربية وتجسّدها فعلًا في الحياة الخاصّة والعامّة، يمكننا أن نعتبرها تفضّل السلام. هذا يعني ضمنيًّا أنّه إذا صارت التعاليم الأخلاقيّة لمختلف الديانات عقائد وتوجيهات دينيّة، فهذا لا يعني أنّ كلّ عقائدها تدعم السلام.

«نحن نعيش في عصرنا وكأنّنا في زمن الحرب، زمن صراعٍ بدون حرب، زمن حربٍ أهليّة، زمن ثورة واضطرابٍ اجتماعيّ. حين تسود التوتّرات والصراعات، نتردّد في الكلام على السلام الحقيقيّ، حتّى وإن لم تكن هناك حرب فعليّة. فعلى الرغم من كلّ هذا المعاش، نحن المسيحيّين مقتنعين بأنّ السلام ممكن، لأنّ وفاء عهد الله يرافق البشريّة منذ أيّام إبراهيم، وفي إنجيل السلام (أفسس 6: 15) فإنّ سلام الله بدأ يُعطى لنا، وهو يتخطّى كلّ توافق (فيليبي 4: 7). كما نفكّر بالسلام انطلاقًا من سلامٍ أكبر وأوسع، مؤسّس على وعد الله، سلام بدأ في يسوع المسيح، وبلغ اكتماله في ملء ملكوت الله. هذا السلام هو أساس وشرط إمكانيّة السلام مع ذواتنا والسلام بين البشر. فالسلام على الأرض صورة وثمرة سلام المسيح ... فبدمه المسفوك على الصليب أزال بشخصه العداوة ... وصالح البشر مع الله، وجعل كنيسته سرّ وحدة البشريّة وشراكتها مع الله (Katechismus der katholischen Kirche=KKK). (Katholischer Erwachsenen –Katechismus, vol. 2, p. 317).

 

 

Contact us

J. Prof. Dr. T. Specker,
Prof. Dr. Christian W. Troll,

Kolleg Sankt Georgen
Offenbacher Landstr. 224
D-60599 Frankfurt
Mail: fragen[ät]antwortenanmuslime.com

More about the Authors?