:السؤال 229
«بحسب الإيمان المسيحيّ، ليست مريم سوى خادمة الله. ومع ذلك يعترف هذا الإيمان نفسه بأنّها أمّ الله. ألا يجعل هذا اللقب المسيحيّة تشبه تمامًا ثلاثيّة الديانة المصريّة القديمة؟».
الجواب: فليبدأ طارح هذا السؤال بقراءة القسم 8، شرحنا للقب «أمّ الله» في الجواب عن السؤالين 71 و 72، خصوصًا القسم 2 من الجواب، بالإضافة إلى المقاطع التالية المأخوذة من التعليم المسيحيّ للبالغين.
«تقول لنا رواية البشارة في إنجيل لوقا بدقّةٍ ما تعنيه أمومة مريم: إنّها ليست أمّ يسوع وأمّ الربّ وحسب، بل أمّ ابن الله. « إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى » (لوقا 1: 35، راجع غلاطية 4: 4). ويمكننا أن نجد في هذا التأكيد إشارة إلى رواية العهد القديم الّتي تروي كيف أنّ مجد الله ظهر في هيئة غمامةٍ وكان يسير أمام إسرائيل (راجع خروج 13: 21)، وسكن في وسط إسرائيل في خيمة العهد (رادع خروج 40: 34).
ترمز الغمامة هنا إلى قوّة حضور الله في وسط شعبه. وبحسب العهد الجديد، حين حلّ روح الله على مريم، صارت مقام الله الجديد، خيمة العهد الجديدة الّتي أقام فيها كلمة الله بيننا (راجع يوحنّا 1: 14). وانطلاقًا من تعبيرٍ كتابيٍّ كهذا، استطاعة الكنيسة أن تعلن في المجمع المسكونيّ الثالث، مجمع أفسس (431): إنّ مريم هي أمّ الله. وجميع المسيحيّين يعترفون بذلك.
وقد تمسّك إصلاحيّو القرن السادس عشر به أيضًا. ولكن لا ينبغي إدخال التباس إلى تعبير أمّ الله. لا شكّ في أنّ مريم لم تنجب الله كإله. فهذا ليس من كلام الإنجيل بل من الميثولوجيا الصرفة، حيث يوجد مبدأ أنثويّ في الألوهة أو حتّى رباعيّ (الإيمان بأربعة آلهة).
إنّ مريم الكتاب المقدَّس، الّتي تؤمن الكنيسة بها، مخلوقة وتظلّ مخلوقة. إنّها لم تنجب إلهًا بل يسوع المسيح بحسب إنسانيّته المرتبطة أساسًا بألوهيّته. فالاعتراف الإيمانيّ بالأمومة الإلهيّة هو في الآن نفسه اعتراف بيسوع المسيح الّذي هو، في شخصٍ واحدٍ، إله حق وإنسان حق. وإذا كانت الكنيسة تكرّم مريم أمًّا لله، فهي تريد من هذا تكريم يسوع المسيح، الوسيط الوحيد ين الله والبشر».