:سؤال 254
هل يستطيع المسيحيون أن يؤمنوا بنظرية التطور البشري، كما افهم الاشياء يقول الكتاب المقدس ان الله خلق الانسان الأول: آدم وحواء من التراب.
بينما توجه اليوم نظريات مؤكدة تستند عمليًا على مقولة التطور البشري وعلى اثار عظام وموضوع نواة الخلايا. الشخص الذي طرح هذا السؤال يستند إلى: www.youtube.com/watech=
Dk306KY PmExx
أظن ان الكتاب المقدس هو من الله وهذا ما يفترض الدقة وعدم وجوداي معلومات مغلوطة. لذلك يمكنني ان
استنتج:
في الآية التي يقول فيها ان الله خلق آدم وحواء من التراب اننا هنا امام نوع من التشابه. لذلك لا يمكننا إذًا ان نفهم هذه الآية بمعناها الحرفي. أو....
الله خلق حقائق تجعل الانسان يضيع في البحث سمعت عددًا من الملحدين يقول بانهم لا يؤمنون بالدين بسبب علوم التطور وبعدها تعمقت كثيرًا في علم التطور لم اجد سببًا لجعل هؤلاء يؤمنون بالدين. من المرجح انني خلطت بين قصة أدم وحواء والقرآن. ولنفترض انني لم اقع في هذه التجربة، ما هو البرهان الذي يمكنني ان أقدمه في اقناع ملحد في هذه المواضيع؟
الجواب:
عندما يقول المسيحيون ان الكتاب المقدس هو "كلام الله" هذا لا يعني ان نصّ الكلمات بعينها وكما هي إنما هو كتب بوحي منه وقد كتب خلال عقود وإلى اشخاص عديدين وموجهًا إلى أناس عاشوا ثقافات مختلفة ومتعددة من أكثر من ثلاثة آلاف سنة. إذا كنا نرغب فهم المعاني الحالية في هذا الكتاب علينا شرحه وتفسيره. اضف إلى ذلك انه لا يمكننا إلاّ أن نسلم بأنه ليس كتابًا علميًا إنما هو كناية عن مجموعة وانواع ادبية: شعر، شرائع ، تاريخ، فلسفة، وغيرها.
إن هدف الكتاب المقدس لم يكن يومًا كتاب علم يشرح فيه كيف يعمل العالم ويتحول أو يتحرك. إنما هدفه الأساسي القول ما هو أساس العالم وإلى أين هو ذاهب. هذا الكتاب لا يهتم "كيف تعمل السماء" وانما كيف نصل إليها. هو يجاوب السؤال "كيف" ولكن يجاوب على السؤال "لماذا".
قصة آدم وحواء ليست قصة تاريخية انما هي رواية تتكلم عن علاقة الله بالإنسان. كلمة آدم بالعبرية "مخلوق بشري" وكلمة حواء معناها "مخلوق حيّ" والاسم الذي يسميه التراب تعني في العبرية "أدمه" ....نلاحظ هنا ان الكتاب يتلاعب على الكلمات لكي يذكرنا بمن نحن في الأساس: مخلوقات تدين بكل ما تملك إلى الله الذي يحبنا ويهتم بنا. اما العلمانيون واللاهوتيون الذين يريدون قراءة الكتاب المقدس على أنه كتاب علمي ( وهذا مع الأسف موقف نصف الشعب الاميركي) الايمان المسيحي يقبل بنظرية التطور ويعتبرها تتوافق مع نظرته الى الله، الله الذي هو حب ولا يريد ان يسيطر على كل شيء انما يلتزم من اجل خلق حر يعود شيئًا فشيئًا على اصله وهو مدعو ليعود بكل حرية، إلى جانب خالقه.(جان مارك بلهان اليسوعي)
المطلوب من الشخص الذي وضع السؤال أن يعود إلى قرأة اجوبتنا على الاسئلة 296 و 297.
في ال youcat، التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية للشبيبة" حيث يجد شرحًا لمعنى الكلمتين "تطور" و"نشوئية" :" التطور في اللاتينيةevolutio معناها بسط مخطوطاً. التطور هي نظرية نموّ الأجسام بشكلها النهائي خلال ملايين السنين. من الناحية المسيحية نستطيع أن نعتبر التطور على أنه خلق الله المستمرّ والحاضر في التطور الطبيعيّ. النشوئية من اللاتينية creatio أي الخلق. هذه النظرية تقول إن الله تدّخل في زمن محددّ، مباشرة وبشكل نهائي، لكي يخلق العالم حسبما ورد حرفيّاً في نص الخلق في سفر التكوين.
صفحة 37 بالنسبة إلى السؤال 42 والجواب 42 من youcat موجود في النص التالي:
هل يمكن للمرء أن يكون مقتنعاً بالتطور، وأن يؤمن مع ذلك بالخالق؟ الجواب: نعم. الإيمان يقف موقفاً منفتحاً تجاه معارف علوم الطبيعة وافترضاتها ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 282-289). لا يملك اللاهوت أي اختصاص في علم الطبيعة؛ وعلم الطبيعة لا يملك أي اختصاص لاهوتي. علم الطبيعة لا يمكنه أن يقصي عقائدياً مسارات في الخلق لها أهدافها؛ والإيمان بدوره لا يمكنه أن يحدد كيف تنجز المسارات واقعياً في مجرى التطور في الطبيعة. يمكن للمسيحي قبول نظرية النشوء والارتقاء باعتبارها نموذج إيضاح مساعد، ما دام لم يقع في ضلال نظرية التطور التي تعتبر الإنسان نتيجة الصدفة لمسارات بيولوجية. الارتقاء يشترط وجود عنصر ما يمكن تطوره. بذلك لا يقال "شيء" حول مصدر هذا الشيء. كذلك، الأسئلة عن الوجود، والكيان، والكرامة، والمهمّة والمعنى والأسباب المتعلّقة بالعالم والإنسان لا يمكن الإجابة عنها بيولوجياً. مثل الارتقائية تعرف بالنشوئية إنها تجاوز حدّ. النشوئيون يأخذون حرفياً وبشكل ساذج معطيات بيبليّة ( مثلا ًما عمر الأرض، وخلق العالم في 6 أيام).