:سؤال 271
ما هو «الحب» في المفهوم المسيحيّ خصوصًا وحصرًا؟
إنّ الموضوع 12 يناقش هذا السؤال باستفاضة. فالنقاش في الموضوع 12 يُفتَتَحُ بالمقطع التالي:
في أثناء حياته على هذه الأرض، كشف يسوع أنّ الله هو الآب: آب له، للمسيحيين وللناس أجمعين (قارن يوحنا 18: 5، 17: 20، ومتى 9: 6 والنصوص الموازية). مشيئة الله الآب أن يدرك جميع الناس أنّهم أبناء له. يا لها من صورة قويّة اختارها يسوع للإعراب عن محبّة الله والجنس البشريّ. فبالتعبير عن العلاقة بين الله والجنس البشريّ بأنّها علاقة أب وابن، اختار يسوع صورة قويّة ليعبّر عن محبّة الله: محبّة أبٍ لأبنائه. ومع ذلك، لا يرى المسيحيّون أنّ هذا يعني الأبوّة بالمعنى الجسديّ من ناحية الله تجاه خليقته.
في نور ما ورد سابقًا، يمكن القول إنّ الفهم المسيحيّ الخاصّ للمحبّة هو الحبّ المتبادل الموجود بين الله والكائنات البشريّة، التي هي أبناء الله. وقد أتى يسوع ليكشف عن نوع محبّة الله الأب لنا، وليبيّن لنا كيف نعيش حياتنا عارفين أنّ الله يحبّنا. ويعبّر يسوع عن علاقته الشخصيّة المحِبّة لله من خلال تعاليمه ومثال حياته. فغالبيّة أمثال يسوع تتكلّم على غفران الله ومحبّته التي تشمل جميع البشر لأنّهم أبناءه الأحبّاء. وفي أثناء حياة يسوع الأرضيّة دعا تلاميذه للدخول في علاقة الحبّ نفسها التي تمتّع بها يسوع مع الله أبيه. والمسيحيّون مدعوّون من جهتهم إلى أن يدعوا الآخرين إلى هذه العلاقة الحميمة بالله. ويوجّه المسيحيّون هذه الدعوة حين يُظهِرون ثمار علاقتهم المحِبّة بالله بطرائق خاصّة، أي من خلال خدمتهم المحِبّة للآخرين. هذا هو الفهم المسيحيّ الخاصّ «للحب».