هل يضمن صلب يسوع أن يذهب كلّ المسيحيّين إلى السماء، حتّى الّذين فعلوا الشرّ وخلّفوا الدمار؟

إنّ صلب يسوع قاد إلى قيامته. هذا هو الدرب الذي وصل به يسوع إلى مجده مع الله الآب. وكذلك يصل المسيحيّ إلى السماء إذا تبع الطريق الذي أشار يسوع إليه. إنّه ليس الصلب في حدّ ذاته هو الذي يضمن السماء، بل رغبة المسيحيّ بأن يتبع طريق يسوع. بتعبيرٍ آخر، حين يواجه المسيحيّ ألمًا فإنّه مدعوّ إلى الإيمان والثقة اللذَين أظهرهما يسوع في حياته. فأتباع يسوع «يحملون صليبهم» ويتبعون يسوع (متّى 16: 24) ويشربون «كأس الألم» التي شربها يسوع (متّى 20: 20-23). لا شكّ في أنّ هذا «الصليب» وهذه «الكأس» يأخذان أشكالاً عدّة، وما من واحدٍ من أتباع يسوع يحمل صليبًا يشبه صليب غيره. فالتحدّيات والمتاعب والصراعات التي تواجهنا في الحياة مختلفة من واحدٍ لآخر. ولكنّ يسوع أظهر لنا كيف نواجه الألم والموت بدون خوفٍ وبدون استسلامٍ للغضب أو الإحباط أو الثأر. فيسوع تمسّك بثقته ومحبّته لله في كلّ لحظةٍ من لحظات حياته، وسلّم حياته لله حتّى في ساعة موته على الصليب. المسيحي مدعوّ إلى فعل الأمر نفسه. هذا هو معنى الصلب لدى المؤمن المسيحيّ.

 وردًّا عن السؤال حول الشخص « الذي فعل الشرّ وخلّف الدمار»، من الواضح أنّ هذا الشخص لا يستطيع أن يتبع يسوع على الطريق الموصوف سابقًا. فحيث إنّ مثال طريقة موت يسوع لم تؤثّر قطّ في سلوك شخصٍ كهذا، فإنّها لن تقود هذا الشخص إلى السماء. فالصلب ضمان لدخول السماء فقط للّذين تبنّوا موقف يسوع وأفعاله.