German
English
Turkish
French
Italian
Spanish
Russian
Indonesian
Urdu
Arabic
Persian

:سؤال 274

لمَ يحتاج الله إلى يسوع، ابنه، كي يغفر الخطيئة، مع أنّه قدير وكريم ومحب؟

 

من المفيد أن نقرأ الطريقة التي يعالج الموضوع الثالث فيها هذا السؤال:

من المؤسف أنّ الإيمان بالخلاص بواسطة الصليب أدّى أحيانًا إلى  لبس في التفكير وممارسات دينيّة غير سليمة: منها تمجيد المعاناة والعذاب والافتخار بها، مما أدّى إلى التلذّذ بالآلام، أو اتّخاذ الطاعة الراضخة نموذجًا، أو بروز عقليّة تقيم حسابات تجاريّة في شأن العدالة الإلهيّة، أو السعي طوعًا إلى التكفير عن ذنوب الغير بدلا عنهم...الخ. أضف إلى ذلك ما نشاهده من تمجيد بعض القادة الثوريّين المعاصرين لبذل الذات في "الصراع" المقدّس لتحقيق العدالة والتحرّر. لذلك لا بدّ من استعادة بعض الحقائق المسيحيّة اصالتها اللاهوتية.

في حياة المسيح ذاتها خلاص وتحرّر. إذ برهن في تصرفاته عن حرّيّة داخليّة تجاه الممارسات الدينيّة وتطبيقات الشريعة الشائعة آنذاك، التي فُسرت، أقلّه جزئيا، بعكس المشيئة الإلهية، فألقت أعباء غير ضرورية على الناس ( متى 11: 28؛ 23: 4؛ لوقا 11: 46). أدّت هذه المقاربة إضافة إلى الإخلاص الذي نقل فيه المسيح وجه الله الحقيقي- الآب المحب لكلّ الناس بدون شروط - إلى نقمة وسط قادة الشعب. لهذا حكموا عليه بالموت متضامنين مع أولئك الذين خاب أملهم فيه. أسلموه إلى الرومان الّذين أعدموه على صليب العار تنفيذا لقوانينهم. قتلُ المسيح نتيجة حتمية لكلّ ما بشّر به خلال حياته.

فردًّا على السؤال أعلاه، علينا القول إنّ الله يستطيع أن يغفر ذنوبنا مباشرةً. ومع ذلك اختار الله أن يُظهِرَ أنّ ذنوبنا غُفِرَت من خلال حياة يسوع وموته وقيامته. فيسوع لم يغفر الخطايا علانيّةً وحسب، لأنّ أمثاله تتكلّم بصراحةٍ على استعداد الله للغفران. خذوا مثل الابن الضال والتفتيش عن الخروف الضال (راجع إنجيل لوقا الفصل 15). ويسوع خالط أيضًا الّذين كان المجتمع يعتبرهم خطأة (لوقا 5: 29-32). وهناك أمثلة أخرى كثيرة عن يسوع تُظهِر رحمة الله وغفرانه (مثلاً المرأة الخاطئة، لوقا 7: 36-50). بهذه الطرائق كلّها أراد يسوع أن يساعدنا على الإيمان باستعداد لله لغفران الذنوب. فالإيمان بغفران الله يقودنا إلى أن نغيّر حياتنا بموجب ذلك.

إنّ أشهر بيانٍ لغفران الله حدث حين اتُّهِمَ يسوع نفسه بالكفر ومات ميتةً شنيعة كمذنبٍ خارج أسوار المدينة. لقد صار هو نفسه ضحيّة حسد الّذين قتلوه وكبريائهم وكراهيّتهم، ولم يُظهِروا أيّ احترامٍ للعدالة. وكما هو حال «العبد المتألّم» في كتاب أشعيا (راجع الفصل 53)، رضي يسوع بألمه وبالعار من دون أن يطالب بالثأر أو الانتقام. وإذ فعل يسوع هذا كسر حلقة العنف والانتقام التي لوّثت المجتمع منذ البداية. لقد سامح يسوع الّذين قتلوه (لوقا 23: 34)، ففتح طريقةً جديدةً للجنس البشريّ في التعامل مع الخطيئة وآثارها. بهذه الطريقة صار يسوع أعظم علامة على رحمة الله وغفرانه.

باختصار، لا يحتاج الله إلى يسوع ليغفر خطايانا، ولكنّ الله افتتح لنا طريقةٍ جديدةً للحياة من خلال مثال تواضع يسوع في استسلامه للعار والموت.

Contact us

J. Prof. Dr. T. Specker,
Prof. Dr. Christian W. Troll,

Kolleg Sankt Georgen
Offenbacher Landstr. 224
D-60599 Frankfurt
Mail: fragen[ät]antwortenanmuslime.com

More about the Authors?